Wednesday 28 February 2018

تحديث ربيعي

يامساء الخير فيكم! هههههه،  متحمس شوي، على أمل فيه أحد لليوم يقرأ..

رجعت ودخلت المدونة من كم يوم وأخذتلي فرة، بالتحديد على آخر مرتين كتبت فيهم، وعلى وعودي الفارغة فيهم إني أرجع وأكتب وأتابع، اللي لاحظته إنه دايماً أحن للمدونة في نفس الوقت، وقت ربيعي نوعاً ما، الفرق بين أول بوست عودة والثاني كان سنة تقريباً، وأرجع اليوم أكتب بعد سنتين من آخر بوست!

اشتقت للكتابة، مو للكتابة بحد ذاتها ولو إنه شعور جداً جميل، بس لا زلت أكتب بيني وبين نفسي.. لكن اشتقت للتدوين إذا بحدد أكثر، اشتقت إني أنشر كتابتي وأنا أعرف إنه فيه أحد يقرأ ويتأثر سواء تأثر إيجابي أو سلبي.
ودي لو أكتب عن السنتين اللي راحوا، مرت دقايق وأنا يدي على الكيبورد أحاول ألاقي موضوع محدد أتكلم عنه أو أي أبديت أكلمكم عنه، لكن الحقيقة إنه لو بتكلم عن اللي صار آخر سنتين، يمكن أحتاج مدونة ثانية مختلفة تماماً هههههه، وبنفس جديتي في هالتدوينة قديماً..
فيه أحداث صارت، وأنا أتذكرها، بالرغم من إني أتذكر تفاصيلها ورترتيب هالأحداث بالتحديد، لكن حسيت إنها صارت في حياة ثانية، لما رجعت قرأت مدوناتي اللي هنا، حسيت حتى الأحداث اللي هنا صارت في حياة ثانية! صارلي تقريباً 9 سنين من ما فتحت هالمدونة، وما أبالغ إذا بقول أكبر تغيير صارلي في حياتي كان خلال آخر سنتين لحالهم.. تغيير جذري لدرجة ماعدت أتعرف على نفسي كيف كنت زمان، وكل شي صار زمان رغم إنه محفور بذاكرتي، لكن بنفس الوقت أحس إنها كلها صارت بحياة ثانية، لهالدرجة الحياة تغيرت معي! 
يمكن غيري عنده هالشعور، العالم كله تغير آخر فترة بشكل جداً جذري، فيه تغييرات إيجابية وسلبية ويمكن نختلف بنسبة الاثنين بين بعض، لكن اللي ما أتوقع نختلف فيه إنه الحياة تغيرت بشكل جذري، ولا؟ لليوم أشوف فيه احتمال إنه أنا اللي تغيرت بس ومع تغيري صرت أشوف كل شي تغير في هالحياة.

مين فيكم كان يتوقع وين مكانه بيكون بعد 10 سنين وكانت إجابته صحيحة؟ هذا سؤال ننسأله كثير في لعبة الصراحة، الطريف إنه الإجابة ما تتغير هههههه، نسال بعض وين تشوف نفسك بعد 10 سنين، وكل أحد فينا يتخيل ويبني ويخطط ويتكلم وكأنه هالـ10 سنين بتكون بحياة آخرى لنا، تمر سنة، سنتين، ثلاث، ننسأل نفس السؤال ونجاوب نفس الجواب بتغيرات طفيفة، وفجأة نلقى نفسنا عدينا هالـ10 سنين ويا إما نكون من الأغلبية اللي ماوصلت للي تتمناه، أو نكون نضجنا وتغيرنا وتغيرت مخططاتنا لدرجة ماصرنا نستوعب إنه فعلاً في يوم من الأيام كان لنا مخططات ثانية لبعد 10 سنين، أو نكون من الأقلية المحظوظة اللي تمسكت بمبادئها وأهدافها في الحياة ووصلت للي تتمناه..
من عشر سنين، أو بالتحديد من بداية المدونة، أتوقع كثيرين هنا يعرفوا مخططي بالحياة ايش كان، إني أعيش حياتي حر، كـ مثلي، وإني أبني الحياة اللي أنا أختارها مو اللي مجتمع يختاره، وإني أكون ناجح ومستقر مادياً.. الحين مرت تقريباً 10 سنين، وأنا وين؟ 
ما أقدر أقول حققت أهدافي، لا، لا زلت أشوف إنه الـ10 سنين اللي كنت حاطها لنفسي مدة أبداً مو كافية عشان أحقق اللي براسي، اللي توصلتله حتى إنه اللي براسي شي مابحققه بـ10 سنين، هو مشروع حياة كامل، يمكن خلال حياتي كاملة أوصل للي أتمناه، واحتمال ضئيل بس بضل كل يوم أشتغل لهدفي، أو يمكن ما أوصل أبداً، وماعندي أي مشكلة بهذا الشي لأني متأكد فيه أحد يمكن يستفيد من مجهودي ومابيروح عالفاضي.. أهدافي فعلاً تغيرت، وأنا من الفئة اللي غيرت أهدافها ونضجت، ونضجت كثير كمان عن أهدافي القديمة، بس اللي أسعدني وأنا اقرأ تدويناتي القديمة، إنه المبادئ ثابتة، ماحد انتزعها مني ولا حد غيرها، الحرية فوق كل شي عندي، وسعادتي وهويتي هي أهم حقوقي في الحياة لليوم، اللي إذا ما انعطيتها، باخذها بالغصب.
قرأت تعليق لـ حسون على التدوينة اللي قبلها، وهو يقول إنه في طريقه للعلاج، كل التوفيق لك حسون. أتفهم الدافع من وراء الرغبة بالتغيير، وهي إنه حاب تعيش حياتك بدون كراهية وبدون صراعات، بالأخير هذا هو نفس الدافع اللي خلاني ابدأ حياة جديدة في أوروبا، رغم إني ما أتفق بتوجيهك لهذا الدافع، بس أتمنى، مهما صار، ومهما كان  وضعك بعد هالسنتين، إنه على الأقل تكون مبسوط في حياتك وسعيد فيها..

يمكن طريقة الكلام عشوائية شوي، لكن هذا بسبب شي واحد وهو إني قاعد أفكر بزيادة في اللي أكتبه للحظة، وللحظة ثانية أحاول "أجبر" نفسي أكون عفوي.. فتشوفوا هاللخبطة اللي صايرة! عاد تخيلوا، أنا اللي طول عمري أقولكم خليكم عفويين والعفوية أهم وأحلى شي، صرت عكس هالشي تماماً ههههه.. كل شي أقوله أو أكتبه أحسبله 100 حساب، للأسف أتمنى لو أقدر أتخلص من هالخصلة حالياً، أتمنى لو عفويتي القديمة أقدر أرجعها بس الحياة قاسية، لما تغيرك، تغيرك بطريقة تتأكد فيها إنك ماعاد تقدر تصلح هالتغيير اللي صار.. ما أقول هالشي بشكل سلبي على فكرة! أحن لأيام العفوية طبعاً، بس للأسف بعد مواقف كثيرة انحطيت فيها كسرت هالعفوية اللي فيني، استوعبت إنه العفوية هي صفة طفولية لا مكان لها في عالم الكبار، حلو الواحد يكون عفوي، لكن الذكاء بإنك تعرف متى تكون عفوي، ومتى تحسب حساب كلامك، للأسف ماعندي هذا الذكاء حالياً، المواقف اللي كسرت عفويتي كانت عميقة كفاية بإنه تخليني طول الوقت أفكر في اللي أقوله وما أخاطر بإني أكون عفوي ولو للحظة.. 

طيب كفاية كلام سلبي لإني أحس شوي التدوينة صارت سلبية ههههه، هل فيه شي إيجابي تغير؟ أكيد، دائرة معارفي صارت أصغر بكثيييييير، ودائرة الأصدقاء أصغر وأصغر، هذا أكثر شي مريحني من التغييرات اللي صارت آخر سنتين. قبل، وغالباً بحكم عفويتي، كنت أحب أكلم الكل، أحب أناقش الكل وأضحك مع الكل وأعطي وجه للكل بدون مشاكل وتفريق، ماكان عندي مشكلة أقضي وقتي مع مين ما كان طالما مبسوط وقاعد أضحك، وماكان عندي مشكلة فعلاً وقتها إني أبذل مجهود مع عالـ10 أشخاص بشكل متساوي، بالحفلات وبالجمعات تلاقيني قاعد أنط من زاوية لزاوية نفس الأراجوز هههههه، من فلان لفلان أتكلم وأتعرف وأضحك، هذا شي تغير فيني بالتحديد آخر سنة.. جزء من هذا التغيير هو إنه العفوية راحت، فصرت قبل ما أبذل مجهود مع أي شخص، أوقف وأفكر، هل فيه داعي أبذل مجهود؟ هل بيفيدني هذا الشخص في حياتي؟ هل فعلاً هذا أهم شي حالياً أبذل فيه مجهودي ولا فيه شي أهم؟
اللي توصلت له لما صرت اسأل هالأسئلة، إني كنت سامح لأشخاص كثيريييييين في حياتي ياخذوا طاقتي ووقتي مقابل ولا شي، أضيع طاقتي في ناس مافيه أمل منهم ولا فائدة، وأدخل في دراما ونقاشات وصراعات آخرتها إذا ما أذتني فهي بالتأكيد مابتفيدني، بتكون ضياع وقت ومجهود. هالشي خلاني أعيد حساباتي بكثير شغلات، لدرجة أكثر من أحد صار يشوفني إنسان وقح أو شايف نفسي، والواقع باختصار إني إنسان أختار مع مين أقضي وقتي وماعندي استعداد أضيع طاقتي على شي مابيفيدني.. صرت بدل ما أستثمر في علاقات مع 10 أشخاص، أشوف مين فعلاً أنبسط معه، مين فعلاً أستفيد منه وأفيده، مين فعلاً أقدر أكون على طبيعتي وعلى عفويتي معاه بدون ما أشيل هم إذا بنفهم غلط  أو إذا لازم أفكر بكلامي قبل ما أقوله، وهالناس قلة، وقررت إني أستثمر علاقتي فيهم.. ما أقولكم ما عانيت، عانيت كثير مع هالقرار ههههه، خصوصاً أولها لأنه هالقرار نوعاً ما صار في فترة جداً قصيرة وبشكل مفاجئ، فتحولت حياتي من شخص كل يوم طالع، وكل ويكند بحفلة، إلى شخص مايشوف غير شخصين أو ثلاث ومبتعد تماماً عن الحفلات والجمعات الكبيرة، صرت ما أتواصل غير مع 4 أشخاص بالتحديد هالفترة، وما أشوف غيرهم إلا لو هم بيعزموا أحد، وحتى وقت يعزموا أحد يكون احتكاكي مع هالشخص بطريقة مختلفة عن زمان، بحيث إني ما أبذل أكثر من طاقتي وفعلياً طالع أقضي وقت مع ناس أنا مختارهم وعارفهم..
بعد فترة هالقرار صار أسهل، وبالعكس صار أريح.. استوعبت إنه هو الصح لما شفت حياتي تغيرت من نواحي كثير ثانية بشكل أحسن بكثير، علاقتي مع هالكم شخص قويت كثير لدرجة قلتلهم أشياء ماقلتها لأحد بحياتي لإني ماوثقت لأحد بدرجة كافية.. بعد فترة طبعاً قررت أنهي حملتي لمقاطعة المناسبات الاجتماعية هههه، ورجعت، بس هالمرة رجعت بشكل مختلف، بشكل ماعجب كثير من الناس اللي علقوا وقالولي "ليه صاير ممل"، بس صح إنه فعلاً يمكن صرت ممل بالنسبة لكثيرين، بس بالنسبة للي يعرفني وأعزه ما تغيرت عليه، وبالنسبة لنفسي صرت مرتاح أكثر مع نفسي وصرت أعرف أحط حدود للعالم، العالم اللي كانت قريبة مني قبل هالفترة لمجرد إني كنت "أسليهم" خسرتهم طبعاً، بس بالمقابل كسبت ناس كثيرين لشخصيتي الحقيقية ومبادئي وأفكاري في هالحياة..

أحس إني طولت عليكم ههههه، إذا فيه أحد يقرأ أصلاً! بس على أمل..
هالمدونة لها ذكريات جداً جميلة على قلبي، الشي الوحيد اللي أندم عليه حالياً إنها انبنت على شخصية وهمية واسم وهمي، مو على شكل يعكس الواقع 100%، هالندم جداً مزعلني لكن بنفس الوقت أتمنى تفهموا إنه وقت بداية المدونة، كنت مراهق عمره 14 سنة عايش في السعودية، وهالمدونة لفترة من الفترات دخلتني بمشاكل ماقد تكلمت عنها، واضطريت كثير أغير وأمسح وأكذب لإنه في الأخير أنا ماكنت عايش في مكان يسمحلي أكتب اللي كنت أكتبه، ولا كان عندي شي من الاستقرار اللي عندي ياه حالياً عشان أقدر أقول "طز" وأنا ضامن مستقبلي..
اللي تغير الحين، إني مو عايش بالسعودية، وإنه عندي استقرار كافي أقول "طز"، بس للأسف ما أقدر أكمل وأبني على شي غلط، لو بكمل تدوين، فلازم كل شي ابدأه من الصفر وابدأ على أساس جديد، صحيح وصادق.. وصدقاً، هذا اللي ناوي أعمله..
قراري باختصار إنه هاذي بتكون آخر تدوينة لي في مدونة مراهق مثلي.. أصلا حتى العنوان ماعاد يسمحلي أكمل تدوين بما إني ماعدت مراهق حتى ههههههههه
المتابعين، والمدونة نفسها، ماحد عنده أي فكرة قد ايش ساعدتوني بحياتي، ماعندكم أي فكرة قد ايش أنا مفتخر بكل حرف كتبته وبكل علاقة بنيتها هنا، ولو إنه للأسف خسرتهم جميعاً، رغم كل شيء، هالمدونة بتبقى ذكرى مهمة عندي، بتبقى هي الشي اللي تأكدلي إنه حياتي من 10 سنين هي نفسها حياتي لليوم، إنه مبادئي اليوم هي نفسها مبادئي من 10 سنين مهما تغيرت الحياة وحاولت تغيرني، بتبقى ذكرى لعفويتي وهبلي وطفولتي وثوريتي وأنا طفل.. أتمنى أي أحد لليوم يقرأ، يخليني أعرف ولو بكومنت بسيط، رغم إنه طلبي هذا فيه كمية أنانية كبيرة خصوصاً كوني دائماً مختفي عنكم، بس مو عشاني، عشان أيامنا سابقاً ههههه...

في النهاية، صح إنه هاذي بتكون آخر تدوينة لي هنا، لكن عندي نية جدية إني أرجع للتدوين، فانشالله قريباً راجعلكم في تدوينة آخرى من مدونة آخرى :)! إلى وقتها، مع السلامة...