Monday 18 April 2016

Me is Updated

السلام عليكم

عاد عنوان هالتدوينة إهداء حق الأيام الخوالي ههههه

داري تأخرت عليكم، تقريباً سنة بين هاذي التدوينة وتدوينة الـ"عودة" اللي قبلها، بس صدق صدق أبداً مو بيدي، عاد اللي صار كنت أشيك لمدة أسبوعين أظن بعد التدوينة وماحد رد، بعدها صارتلي ظروف شغل وكنت مشغول أغلب وقتي، بعدها سفر الصيف وبعدها بديت دوام في جامعة جديدة ودولة جديدة فكانت حياتي ملخبطة لفترة، والصراحة نسيت أشيك عالمدونة كوني بديت أبني حياة ثانية جديدة في الفترة اللي راحت. 

عاد يوه فرحت فرحة ماتوصف يوم قرأت التعليقات. صدق الإنسان أناني صح قلت إنه سواء فيه ناس تقرأ أو لأ بكتب ثاني، بس يعني كون إنه فيه ناس تقرأ شجعني أكثر، عاد مادري إذا ماكان فيه أحد يقرأ كنت بكتب أو لأ لو بكون صادق!
يالله عاد لو بعطيكم مستجدات صعب نختصرها ببوست واحد. آخر مرة كتبت (قبل بوست العودة) كنت مستقر في أبو ظبي، طالب في الثانوية، أعتقد وقتها كنت في أول ثانوي أو ثاني ثانوي ماني متأكد. طموحي وقتها كانت مشوشة، كنت أعرف شو التخصص اللي حاب أدرسه في النهاية، وكنت عارف شو الوظيفة اللي حابب تكون عندي في النهاية، بس كلها كانت مخططات طويلة المدى، بمعنى ماكنت حاب أدرس التخصص أو أشتغل بهالوظيفة إلا بعد عالأقل عشر سنين من وقتها (أتحفظ عن ذكر اللي ببالي حفاظاً على ماء الوجه في حال تفشلت وماصار اللي ببالي :P). بس الصدق الصدق ماكان عندي أي مخطط لحياتي قبل فترة "الحلم" اللي ببالي. 

دخلت في ارتباط وأنا في المدرسة، عاد أحسكم مليتوا من سالفة إني أدخل وأطلع في ارتباط بس عاد لا يغركم هالمرة كنت مستقر ههههه. استمر الارتباط لـ4 سنوات وانفصلنا من سنة تقريباً لأسباب خارجة عن إرادتنا. أعتقد كلنا عندنا إرتباط أو علاقة دايماً نتذكرها على إنها العلاقة اللي غيرتنا أو العلاقة اللي بنتذكرها طول حياتنا، والعلاقة هاذي كانت هي هالعلاقة بالنسبة لي. ارتباطنا صار بشكل مفاجئ وكنت توني طالع من علاقة قبلها بفترة جداً قصيرة، ماكان شي مفاجئ بالنسبة لي بصراحة كوني من طرفي كان فيه مشاعر من قبلها بسنة تقريباً حتى مع ارتباطي اللي قبله، بس المفاجئ كان إنه هالمشاعر متبادلة لأني كنت أفكره ماله ميول للرجال. بس ماعلينا عاد صار اللي صار. 
عاد الصدق ما أندم على شيء في العلاقة، خصوصاً إنه من قواعدي في الحياة إني ما أندم أبداً على أي شيء، لكن يمكن سبب عدم ندمي إني حالياً جداً سعيد في حياتي ومرتاح، لكن من سنة يوم انفصلنا، ندمت على كثير قرارات أخذتها بهدف إني أحاول آخذ العلاقة لمدى كان منطقياً مستحيل توصل له. باختصار، وبشكل رئيسي بسبب إني ماكان عندي هدف واضح لفترة بعد التخرج من المدرسة، رجعت وسجلت جامعة بالرياض في سبيل إنه أبقى قريب من ارتباطي، رغم إنه كان متاح لي إني أروح على بلد تتقبلني وأعيش حياتي من وقت تخرجي. بس عاد شنسوي الحب مب بس أعمى إلا غبي كمان ههههههه
هنا نصيحة للكل بشكل عام، وللمثليين بشكل خاص اللي يعيشون بالأحلام الوردية: لا تفكر إلا بنفسك! أنانية؟ يمكن، بس هذا الواقع. ماحد بينفعك، لا حبيب ولا قريب، خصوصاً كوننا مثليين. حياتك وحياة حبيبك طالما إحنا عايشين في هالمجتمع العربي اللي تحكمه عادات وتقاليد معينة فهي مو ملك لك ولا له، حياتكم ملك لهالمجتمع، لأهلكم، لحتى أصحاب الأهل وتعليقاتهم. عن نفسي وقتها ماكنت خايف ولا متردد، مع إنه كان بمدينة وأنا بمدينة، بس كان يكفيني أشوفه كل شهرين أو ثلاث شهور مرة. كل اللي كنت أفكر فيه وقتها إنه هذا أرحم من إني أكون بأمريكا أو أوروبا وأشوفه كل سنة مرة إذا مو كل سنتين مرة. ما مانعت هالشي لأنه براسي، بعد تخرجنا من الجامعة "أكيد" بنسافر مع بعض لأوروبا أو أمريكا وبنكمل حياتنا هناك. بعد فترة استوعبت شي وهو إنه مافيه أمل نكمل حياتنا هناك، خصوصاً بحكم إنه هو الابن الأكبر لعائلة جداً محافظة، ومتوقع منه إنه يتزوج ويحمل اسم العائلة، وعكسي، فهو له ميول للنساء، فحكم الزواج له ماكان حكم قاتل لحياته مثل ماهو قاتل لحياتي، بالعكس هو حلم بيسعد فيه وبيعيشه بكل أبعاده. حتى وقت ما استوعبت هالشي، ماكان عندي مانع إنه أعيش معه بعد التخرج ولو لسنتين أو ثلاث قبل ما يوصل للسن اللي "لازم" يتزوج فيها. 
ياااه يوم قاعد أكتب وأتذكر تفكيري وقتها استحقرت حالي، بس عاد مو بيدي الحب والله هههههه
بس خلال ارتباطنا نضجنا سوا، وتغيرنا سوا، كان ولازال بصراحة أعز إنسان لي، يفهمني وأفهمه، خصوصاً إنه تعرفنا على بعض مراهقين، واستمرت علاقتنا خلال فترة تركنا للمراهقة ودخولنا فترة أنضج بكثير، هالشي جداً ساعدنا نفهم بعض وخلانا ننضج بطريقة تخلينا أقرب لبعض، بس بنفس الوقت مع هالنضوج دخلنا في مرحلة التفكير المنطقي. أنا وهو بنفس الوقت عرفنا إنه علاقتنا المفروض تنتهي، لأنه كنا اثنينا قاعدين نتخذ قرارات خاطئة قاعدة تضرني وتضره. عاد صح تكلمت فوق عن نفسي وتضحياتي وغبائي، بس أبداً ما أنكر إنه هو نفسه ضحى واتخذ قرارات أنا نفسي كنت أقوله إنها غبية ولا يتخذها، بس اتخذها عشاني، مرت فترة سنة كنت أنا وهو كئيبين، أولاً لإنه مو عند بعض، وثانياً (رغم إنه هالشي ماقلته له ولا هو قاله لي حرفياً) بس أعتقد لإنه خلال ذيك السنة أنا وهو استوعبنا إنه اللي بينا لازم ينتهي، وكان هالشي معطينا كآبة، وكل كلامنا فجأة صار سطحي وتنكيت وغزل فارغ في محاولة بائسة من الطرفين إنه نتهرب من موضوع صار جداً واضح: اثنينا محتاجين نترك بعض. 
ما كان الموضوع موضوع رغبة ترك، لإنه لو بنفكر في الرغبة، فلا أنا ولا هو كان عندنا رغبة إنه نترك. الموضوع كان إنه علاقتنا أثرت بشكل سلبي على كل جوانب حياتنا، واثنينا مرينا بعدد من مفترقات الطرق اللي كنا عارفين أي طريق أحسن لنا، بس اخترنا الطريق السيء لأنه يساعد علاقتنا، بس مايساعد أي شي ثاني في حياتنا. ماكانت عندي أي مشكلة بهالمفترقات الصراحة وقتها، بس وقت ما استوعبت إنه ترا علاقتنا لها نهاية، وقتها عرفت إنه غلط نستمر، وغلط نمر على هالمفترقات ونختار السيء استثمار بشيء مقدر له إنه ينتهي. 
وأخيراً قبل سنة قررت أنهي اللي بينا في زيارة له. أحياناً أحس إني كنت قاسي في الطريقة اللي اتخذت فيها هالقرار، أو بالطريقة اللي كلمته فيها. بس منطقياً كان هالشي هو الصح، وهو بشكل غير مباشر يتفق معي. أتذكر فتحت معه الموضوع بيوم، كان لنا أسبوع مسافرين سياحة مع بعض، وكان باقي على السفرة كم يوم وتخلص، لكن شفت إنه الأسلم إني أفتح معه الموضوع قبل ما تنتهي السفرة بكم يوم. قلتله إنه وضعنا مو عاجبني، وإنه علاقتنا مأثرة بشكل سلبي على حياتنا، وإنه قاعدين نئذي بعض بعلاقتنا، وإنه إذا استمرينا مصيرنا بنخرب كل شي بحياتنا وبنكره بعضنا، فالخيار الوحيد اللي أشوفه هو الترك. خلال كل كلامي (ومختصره ترا هنا ههههه، أذكر آخر شي صوتي راح من كثر الكلام)، المهم، خلال كل كلامي مانطق أي كلمة، كان ساكت، كل هالوقت ماكنت أطالع فيه ولا هو كان يطالع فيني، كنا قاعدين على صوفا واثنينا نطالع التلفزيون اللي كان صوته مكتوم، بالنسبة لي أشوف وقتها إنه ما كان أحد فينا عنده الجرأة إنه يطالع بعيون الثاني. مرت لحظة صمت بعد ما خلصت كلامي، بعدها قلتله مو لازم يرد، وقلتله هذا رأيي إنه لازم نترك، بس هو بيقدر يفكر بالموضوع ويردلي بكرا، وقلتله نقوم ننام وهذا اللي صار. 
بعدها بـ24 ساعة تقريباً، وحرفياً 24 ساعة لأنه صحينا ثاني يوم وطلعنا وكملنا عادي، قالي إنه فكر بكلامي، وإنه يتفق معي. أتذكر هالموقف، كان هو بالسرير وأنا كنت بالحمام آخذ شاور، قام ووقف عند باب الحمام وانتظرني أخلص وطلعت، ما قال شي وقتها، وقفت قدام المراية أفرش أسناني وقالي "فكرت باللي قلته امبارح، ومعك حق"، وقتها حسيت بشرخ كبيييييير بداخلي، رغم إنه خلال الأسبوع اللي قبلها كنت أشوف نفسي مستعد لهاللحظةـ وخلال سنة قبلها كنت قاعد أجهز نفسي حق هاللحظة، بس وقتها عرفت إني أبداً ماكنت مستعد، الشعور صعب ينوصف، بس أي أحد خسر أي إنسان سواء بانفصال أو موت يعرف هالشعور، اللحظة اللي تسمع فيها الخبر وتحس قلبك غاص في صدرك. وبس، هذا اللي صار ليلتها، قلتله "أوك"، وهو وقف شوي عند الباب بعدين حكالي إنه بيسبقني عالسرير. خلصت تنظيف أسناني ونشفت نفسي، رحت على السرير وقلتله تصبح على خير ونمنا. باقي الإجازة استمر بسلام، ولا كأنه تكلمنا بهالموضوع قبلها، اثنينا تجاهلنا الموضوع واللي صار وقررنا إنه ما نواجهه هالأيام، قررنا نستمتع بإجازتنا وإنه قرارنا بيدخل حيز التنفيذ بعد الإجازة. 
جا يوم سفرنا، ودعنا بعض ببرود نوعاً ما، كل واحد فينا كان نفسه يودع الثاني بحرارة أكبر، بس كان لازم وداعنا يكون على مستوى إنه احنا أصدقاء لا أكثر، فاضطرينا ندفن هالحرارة. كانت طيارته قبل طيارتي، فأتذكر آخر نظرة أعطاها لي، كان يحاول يبتسم، ويقولي إنه بيشوفني قريب. وقتها ما كان عنده أي فكرة إنه في بالي، كنت أقول "انشالله لا، مابشوفك قريب"، وإنه في بالي كنت بديت أبني مخطط أعوض فيه القرارات الخاطئة اللي اتخذتها وأنا معه. حسيت بقمة النفاق وقتها، ومابنكر، حتى بعدها عملت أشياء جداً جارحة اتجاهه، بس كنت أشوفها ضرورية لنا عشان ننسى بعض. 
سافر، وسافرت، واستمر التواصل لفترة. كان تواصلنا مفصوم الصراحة هههههه، نتكلم ونضحك، وفجأة أحد يقول شي خطأ، والثاني يتنرفز مع إنه المفروض ماله حق يتنرفز. غيرتنا كانت بعدها موجودة، وحبنا ومشاعرنا بعدهم واضحين، وهالشي كان عائق في طريق إنه ننسى بعض. أتذكر صدمته يوم عرف إني بترك السعودية، وأتذكر وقتها إنه اتهمني بإني تركته بس لحتى آخذ راحتي بالسفر، رغم إنه هالشي خطأ بس ماعلقت وتركت هالانطباع عنده، لحتى أعطيه سبب أكبر إنه ينساني ويستمر. 
آخر شي، وقبل ما أترك السعودية، أرسلتله رسالة جداً طويلة وخاصة، مختصرها إنه لازم نقطع كل سبل التواصل بينا، رد علي بالإيجاب. ومن وقتها ليومنا ماتكلمنا. هالكلام كان بشهر 10، فحالياً صارلي 6 شهور مو متكلم معه وماعندي أي فكرة عن أخباره. أظن هو عنده فكرة عن أخباري بما إنه كثير من اللي عندي على السناب مثلاً موجودين حواليه، وكوني في حياة جديدة فشي طبيعي انذكر في حواراتهم، خصوصاً إنه هم يقولولي كل يومين "كنا بسيرتك!"، الله يعينه عاد لاحقه وين مابيروح هههههه

اوبس! كان الهدف إني أتكلم عن حياتي بشكل عام هههه، مو بس أتكلم عن ارتباطي، بس عاد سامحوني عفويتي جرتني مرة ثانية! 

آآآه عاد شو احكيلكم. تركت السعودية وأخيراً، والحمدلله لحياة أحسن وأريحلي. ما اخفيكم، جداً صعب كان هالقرار وهالموقف، حافظت على خصوصية القرار لفترة جداً طويلة، قضيت الصيف مع أصحابي وأهلي بشكل جداً طبيعي. قبل موعد طيارتي بأسبوع أعلنت الخبر. عاتبوني كثيرين ع احتفاظي بالخبر سر، ورديت إنه "مش مشكلة! آخرتي أزوركم كل فترة مارح أترك نهائي"، وهالشي صحيح نوعاً ما على المدى القصير، بس أعتقد الكل (خصوصاً أصحابي) عارفين إنه على المدى الطويل فهالشي مارح يصير. الكل كان ينبهني إنه أول الغربة صعبة، وإنه حياة الأجانب أصعب من حياة العرب، وإنه العرب هم اللي بيتصاحبوا بس الأجانب ما رح تقدر تصاحبهم لإنهم ما بيتصاحبوا! طبعاً ما أخذت هالكلام على محمل الجد بس بنفس الوقت ما أنكرته، سافرت وأنا ماعندي أي توقعات لا إيجابية ولا سلبية، بس الهدف كان إنه أعرف هل بلاقي نفسي ولا لأ. 
سافرت على دولة أوروبية، بغض النظر عن وين بالضبط. من أول يوم لي في شقتي، تعرفت على جيراني، وخلال أول خمس دقايق عزموني عندهم على البيت. تطورت علاقتنا، وخلال أقل من شهر تركت شقتي اللي كنت فيها وانتقلت عند جيراني، ولليوم، ولقبل ساعة من هالوقت! واحنا كل يوم لنا قعدتنا آخر الليل، نتكلم عن يومنا ونتناقش عن مواضيع مختلفة كل ليلة. صار وقت العشا من الأوقات المفضلة عندي، كلنا بنقعد سوا، نتعشى، وبعدها كل واحد يتكلم عن يومه، ونفتح مواضيع نناقشها، ورغم إنه في كثيييييير من الأوقات ما نتفق بآراءنا، وبيحتد النقاش، بس في الآخر بيتسكر الموضوع وبنرجع لطبيعتنا وبننسى هالاختلاف اللي بينا. من وقتها، ومع كل يوم، قاعد أدرك إنه نظرية إنه "الأجانب ما بيتصاحبوا" تماماً خاطئة، مو إنه كنت مؤمن فيها قبل، بس مجرد تأكيد. في النهاية كلنا بشر، مابيختلف إنت عربي أو أجنبي. 
بس الفرق في البلد، هو مقدار التقبل. أتذكر في بداية تعرفي على اللي صاروا أصحابي حالياً، كان دائماً عندي خوف من إنه "شو رح يصير لو عرفوا إني مثلي"، طبعاً وكوني أنا اللي مابيعرف يمسك لسانه ههههه ماطولت هالقصة، وخلال أسبوع قلتلهم إني مثلي. ردة الفعل ما كانت ولا واحد بالـ% قريبة للي كنت متخيله، كوني كنت دائماً مقتنع إنه مهما الإنسان كان منفتح، بس طالما هو سترايت مافيه أمل يتقبل إنسان مثلي تماماً. بس بالعكس، ما أحد شاف مثليتي موضوع غريب، لا بشكل إيجابي ولا بشكل سلبي، ما أحد أبداً اهتم أو عاملني باختلاف لا بطريقة إيجابية ولا بطريقة سلبية لأني مثلي، الشيء الوحيد اللي كان مثير للاهتمام بالنسبة لهم هو مجرد فضولهم عن كيف كانت حياتي كـ مثلي في السعودية، بس مو بالضرورة شغلة إني مثلي. هالشي خلاني أستوعب المعنى الحقيقي للمساواة، ولرغبتي الحقيقية اللي أأملها من المجتمع في حقوقنا ومساواتنا. كـ أبسط شيء، أنا ما بطلب من المجتمعات الصورة النمطية اللي بنشوفها بالمسلسلات والأفلام، إنه لمجرد إني مثلي فالمفروض إنه كل البنات يحبوني وإني خبير موضة أو مكياج أو واتيفر، اللي بطلبه إنه كوني مثلي ما يغير أي شي في نظرة أي انسان لي، كوني مثلي مابيحدد اهتماماتي ولا بيحدد تصرفاتي ولا بيحدد إذا أنا إنسان منيح أو لأ! 
طبعاً كلامي مو معناه ما لقيت تعليقات "نمطية" من ناس هنا، سواء إيجابية أو سلبية. أتذكر فيه مرة لما بنت عرفت إني مثلي، كان أول سؤال الي هو "بتقدر تعطيني نصايح إذا لبسي مو حلو؟"، السؤال رغم إنها متقبلتني وحابتني لكنه كان جداً مستفز بالنسبة لي، وكنت مضطر أعطيها رد يحرجها وقتها. وبنفس الوقت جاتني تعليقات سلبية من ناس قررت تبعد عني لمجرد إني مثلي، بس هالشيء أبداً ما ضايقني كونها أقلية. 
من أكثر المواقف اللي أثرت فيني، إنه فيه ليلة كنا سهرانين ببار، ورحت عالحمام وصادفت شاب بنفس الحي فكنت أشوفه من فترة للثانية بس بحياتنا ما تكلمنا أو سلمنا. وقفنا شوي بالحمام وبدينا نتكلم، وفجأة سألني إذا أنا "مثلي". استغربت من السؤال وقتها، كونه مفاجئ وكونه من خلال كلامنا كان واضح إنه ستريت، قلتله إنه فعلاً أنا مثلي، واعتذرت بعدها إذا عملت أي حركة أو حكيت أي كلمة حسسته بإنه مو مرتاح بسبب إني مثلي، خصوصاً إنه بأول المحادثة كنت واقف جنبه وهو قاعد (الله يكرمكم) يبول في الحمام. وقتها هو استغرب من ردي ومن اعتذاري وقالي "بعرف إنه ببلدك إنك مثلي شيء لازم تحس إنه غلط وتعتذر عنه، بس مو هنا. أبداً لا تعتذر لأحد إنك مثلي" وقرب مني وقتها وحضني وباسني ع خدي. انصدمت وقتها، من قوة الصدمة اعتذرت ثاني إذا كنت محسسه بالـ"غرابة"، وقتها قالي إنه "على فكرة أنا بستك ع خدك من شوي، تتوقع ممكن أعملها لو حاس بالغرابة؟". بعدها بعد وقالي "انجوي" وطلع. الموقع كان بالنسبة لي موقف فعلاً غير نظرتي لكثير أشياء، كانت أول مرة بحياتي أتعرض لموقف من شخص غريب عني تماماً بهالمستوى من التقبل والانفتاح، مع إنه ما كان مضطر إنه يقول اللي قاله أو يعمل اللي عمله، بس عمله بشكل تام لإنه فعلاً ماعنده أي مشكلة مع حقيقة إني مثلي. قبل هالموقف ماكنت واثق إذا هاذي الحياة أو هذا هو المكان اللي حاب أستمر فيه، لكن، وبعد هالموقف بالذات، أدركت إنه مستحيل أقدر أرجع أعيش حياتي القديمة ثاني، مستحيل أرجع أعيش في السر، مستحيل أرجع أراقب تصرفاتي أو أخاف إذا فلان بيتقبلني أو لا. ليه أختار حياتي القديمة؟ ليه أختار حياة من الذل والخوف والخجل بينما هنا عندي حياة من الفخر والحرية والتقبل؟ أعرف في أسباب من أهل وأصحاب تقولي ارجع لحياتك القديمة، لكن الواقع  والمنطق يقولي إنه هاذي حياتي أنا، في النهاية اللي بيعاني أنا، مو أهلي ولا أصحابي اللي في حياتي القديمة. ومن وقتها لليوم، وأنا -وبشكل دائم- قاعد أبني حياتي الجديدة هنا :) ! حياة بدون أحكام، وبدون كراهية، وبدون عنصرية. 

تكلمت كثير! وصار لازم أروح، ان شاء الله لي عودة ثانية هنا! 

2 comments:

  1. hi omar kitir mechatg bas badi hakik ana andi kalam kitir momkin rakamak

    ReplyDelete
  2. واخيراً عدت لتنبض فينا دقات الحياة ،،،

    الصراحة استانست لمن قلت انك تركت حياة الاحكام والقوانين وتوجهت لتعيش الحرية

    لكن لا تنسى ذلك الرب الرحيم ارجوا ذلك من اعماق القلب

    عمر .. هالمدونة خذت سنين من عمري وحياتي واعتبر نفسي ربيّت مع احلامة الوردية وكانت له الفضل بتعريف نفسي واستيعابها

    واني في طريقي الى تغيير نفسي وعلاجها واتمنى ذلك للجميع لاني ابي اعيش الحياة الطبيعيه من غير ما اخاف على قولتك

    عموماً الحجي مايخلص ووايد في كلام لكن ربما نخليه حق وقت ثاني

    اتمنى لك حياة سعيدة وموفقة اخي العزيز وباين من كلامك انك كبرت ههههه كل صغير يكبر

    سأظل ادعو لك وللكل تحياتي

    Hasooon ����

    ReplyDelete